بقلم الداعيه الاسلامي الشيخ وائل ابو جلال
اعلم انك على الاستقامة مسؤول …
إن الاستقامة مسؤلية يجب على الإنسان أن يسعى دائماً ويحرص على ألا يكون سبباً في الصد عن سبيل الله لأنك لو ألقيت ألف محاضرة في الصد عن سبيل الله، ما بلغت في الناس كما لو أسأت معاملتهم،
لذلك قال الإمام الأوزاعي :-
” كان يقال :-
أنت على ثغرة من ثغر الإسلام، فلا يؤتين من قِبَلك ” .
وإياك أن تسبب للإسلام اتهاماً من قِبَلك ؛ من نقضك العهد، من بعض الكذب، من بعض الإساءة ، حلف يمين كاذبة، فهذه اليمين صد عن سبيل الله ، لأن هذا الإنسان الآخر الذي يراك دَيّناً، والذي يظن بك أنك مؤمن، وحلفت أمامه يميناً كاذبة ، كفر بالدين من أجلك، صددته أنت عن سبيل الله، صغَّرت الدين في عينيه، جعلت الدين تجارة تتاجر بها، أنت إذا حلفت يميناً كاذبة، ويعرف الناس عنك أنك دَيَّن، فقد جعلتهم يكفرون بهذا الدين، فقد جعلتهم يقولون :-
هؤلاء الذين يَدَّعون أنهم دينون هم كاذبون، لا تثقوا بهم، لا تصدقوهم .
لذلك هذه الآية دقيقة جداً :-
﴿ وَلَا تَتَّخِذُوا أَيْمَانَكُمْ دَخَلًا بَيْنَكُمْ فَتَزِلَّ قَدَمٌ بَعْدَ ثُبُوتِهَا وَتَذُوقُوا السُّوءَ بِمَا صَدَدْتُمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ﴾
إذا حلفت يميناً كاذبة صددت الناس عن سبيل الله، جعلتهم يرون الدين خرافة، أهذا هو الدين؟ أهكذا يأمرك الدين؟ أن تحلف يميناً كاذبة؟ لذلك هذا الذي يسيء معاملة الناس ويصلي أمامهم! هو الذي يبعدهم عن الصلاة! هو الذي يقول لهم :- الصلاة كذب، أنا أصلي وها أنا أسيء لكم، هذا الذي يغش الناس في بيعه وشرائه، هذا الذي ينقض عهده مع الناس، هذا الذي يحتال عليهم، هذا الذي يغشهم، ويصلي أمامهم؛ إنه يصدهم عن الصلاة، يجعل الصلاة في نظرهم صغيرة، شيئاً لا قيمة له، يصلي ويفعل كذا؟! لذلك قال عليه الصلاة والسلام :-
(( من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر لم يزدد من الله إلا بعداً ))
الإنسان باستقامته يثبت في الإيمان، فإذا عصى الله عز وجل زلت قدمه، وطرد من دولة الإيمان فإذا أصاب الإنسان مصيبـة ف يصبر ويحمد الله أنها ليست في الدين
ويقول الحمد لله إذ لم تكن في ديني
ويقول الحمد لله إذ لم تكن أكبر منها، والحمد لله إذ ألهمت الصبر عليها والحمد لله على الثبات
ويتذكر قول الحق سبحانه وتعالى :-
﴿ فَتَزِلَّ قَدَمٌ بَعْدَ ثُبُوتِهَا وَتَذُوقُوا السُّوءَ بِمَا صَدَدْتُمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَلَكُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴾
تفكر أنها تزل …..
بعد ثبوتها وليس قبل ثبوتها أو لعدم ثبوتها